كيف أموت دون أن أسمع صوووتك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!

قصه بجد شدتنى وحبيت ارويها لكم

ومع العلم هى قصه حقيقية

تلك كانت أغرب حالة وفاة سمعت عنها. وقعت في أحد المستشفيات الخاصة. قبل شهر دخل المستشفي مريض استثنائي. رجل يخطو نحو السبعين من عمره. شخصية معروفة في مجالها علي أعلي المستويات.
ولد في أسرة ريفية ثرية. وتعلم مثل أفراد اسرته في الخارج. وعاد ليتسلم وظيفة مرموقة كانت بداية سلم حياته العملية. وسرعان ما صعد كنجم أو شهاب. كان وسيما وغنيا. وكان مهذبا واسع الأفق. وكان محبوبا من كل الذين تعاملوا معه أو أحاطوا به.
وشغله الكفاح في عمله عن نفسه وعن حياته الشخصية. فمضي قطار الزواج في حياته دون أن يشعر به. ووجد نفسه علي أعتاب الأربعين. ومازال وحيدا رغم النجاح والشهرة.
ولم يخطر علي باله عندما استسلم لقدره بالرضا. أن القدر وحده هو الذي يحدد مواعيدنا مع أهم ما في حياتنا من أحداث. وأن الحب بالتحديد ليس له موعد. سوي موعد القدر.
حين رآها لأول مرة في إحدي الحفلات. انقلب كل شيء فيه رأسا علي عقب. كأن نساء الدنيا كلهن اجتمعن في امرأة واحدة. هي أصل الحب والحنان والعطاء والجمال. هكذا رآها منذ اللحظة الأولي في حكايتهما. وقد كانت لهما حكاية!
سأل عنها وليته لم يسأل. فقد جاءت الاجابة تحمل خلاصة ما ستكون حكايته معها. انها زوجة وأم. وهي تعيش مع زوجها وابنتها حياة مستقرة سعيدة هانئة. وهكذا حكم عليه أن ترقد مشاعره في مقبرة صدره. قبل أن تولد منه. حكم عليه أن يحبها حتي الموت. دون أمل في اللقاء!
وتعجب أصحابه من أحواله الجديدة. فقد تحول إلي راهب في معبد الحب اليائس. لايفعل شيئا سوي ان يؤدي عمله. أما بقية يومه فهو مخصص لها. فقد عرف كل تفاصيل حياتها.وأخذ يتدخل دون أن يشعر أحد. أو تشعر هي. في انهاء المشاكل والمصالح التي تواجهها. أو حتي تواجه زوجها!
وكان له طقس يومي طوال السنوات. فقد كان كالعشاق في الكتب ودواوين الشعراء. لايستطيع العودة إلي بيته أو النوم. دون أن يدور بسيارته حول بيتها. وقلبه يرتجف مثل تلاميذ المدارس. وكانت إذا سافرت في الصيف. سارع بالسفر خلفها واستأجر شاليها قريبا. يتيح له مشاهدتها وهي تلاعب طفلتها. وتجلس أحيانا علي مقعد سارحة مع أفكارها أمام البحر. دون أن تشعر بنظراته التي تهيم حولها.
قال لي الذي حكي الحكاية إن صاحبنا ظل أكثر من ثلاثين عاما غارقا في هذا الحب الذي من طرف واحد. رغم ان البعض كشف لها سر العاشق المجهول الذي يتبعها كالظل في كل مكان. لكنها أبدا لم تظهر أنها علمت بشيء. ظلت صامتة شاردة. لكنها كانت بعد ذلك تحرص علي أن تنظر إلي الأرض. خوفا من أن تنظر حولها فتتلاقي الوجوه والنظرات!
قال لي الذي حكي الحكاية أن صاحبنا العاشق العجوز أصابه مرض خطير. ونقل إلي المستشفي حيث اكتشف الأطباء أنه لن يعيش أكثر من شهور قليلة. وأن أخوته وأفراد عائلته لم يعارضوه عندما أصر علي كتاب وصية وهو راقد علي فراش المرض في المستشفي. يوصي فيها بكل ثروته وأملاكه لطفلتها التي كبرت وأصبحت فتاة جميلة. أحبها في قلبه كأنها ابنته.
وفي ليلة رحيله عن الدنيا أفاق من الغيبوبة. وطلب بصوت ضعيف من الممرضة أن تطلب له رقم تليفون معين. وطلبت الممرضة الرقم فدق جرس التليفون في بيت الحبيبة التي كانت تجلس في صالونها مع زوجها وأسرع الزوج برفع السماعة. فإذا بالممرضة تخبره أن فلانا بالمستشفي هو الطالب!
ظل الزوج صامتا لبرهة..
ثم بكل هدوء لم يخف انفعاله وقدم سماعة التليفون ناحية زوجته.

وقال لها: مكالمة.. لك!
التقطت الزوجة منه سماعة التليفون وهي ترتجف وكأن قلبها تنبأ بنهاية قصة المحب الحزين.

قالت: آلو.. من؟
جاء صوته متحشرجا علي الناحية الأخري.. قال لها: كان كثيرا أن أموت.. دون أن أسمع صوتك!
وسكت الصوت. وسقطت سماعة التليفون من يدها.
انتهت الحكاية.
مات.
أقسم محدثي أن القصة حقيقية بكل ما فيها.
قال إنه كان صديقه!

سبحــــــــــان الله استمر فى حبه ليها من جانب واحد مده 30 سنه